Friday, Mar 29th, 2024 - 10:08:47

Article

Primary tabs

أيقظوا ضمائركم لتنقذوا المواطن الوطن

على الرغم من الوعود أو المحاولات إلا أنه لا إصلاح حقيقي يلبي طموحنا نحو وطنٍ معافى ، أهله فيه، ينعمون بأبسط حقوقهم الحياتية كأي مواطن في أي دولةٍ في العالم .
استيقظوا وأيقظوا ضمائركم من سباتها العميق كي نحافظ على ما تبقى من هذا الوطن فهو يستحق منا أن نحافظ عليه وأن ندافع عنه ونخلص له ونخلًصه من كل فاسدٍ حاقد لا هم له إلا النهب من مقدرات هذا الحبيب، الحبيب الذي لا يرى أسياده وحكامه فيه إلا غنيمة ينقضون عليها ، كخفافيش الليل وأسياد الظلام ، يلتهمون ويلتهمون ، تعطل لديهم الإحساس بالشبع.
مللنا، تعبنا ، وصلنا الى الهلاك... أما آن الأوان أن تتولى زمام الأمور في الوطن حكومة عادلة ، تعمل لما فيه مصلحة للوطن وناسه .
مللنا ، سئمنا من وعود لا نرى لها بصماتٍ جلية على أرض الواقع ، فبالرغم من تغيير الحكومات إلا أننا لن نلمس إصلاحاً حقيقياً، لا نرى إلا تغييراً في الأشخاص وليس في الأطباع ، نريد تغييراً في الرؤى ، في الإنتماء ،في الولاء ، لا نريد منكم إلا الإنتماء للوطن ، نريد تغييراً حقيقياً يمتص غضب الشارع ويلبي طموحات المواطن المتألم.
خافوا الله في المواطن والوطن
خافوا الله في المواطن والوطن ، وليكن خوفكم عليه هو ما يحرك ضمائركم وإن كانت جوفاء ، لا تتركوا المواطن رهينة الشارع يصرخ ويستغيث مطالباً بأدنى حقوقة وأبسط واجباتكم ، كفوا عن العبث بالمواطن وقوته وحافظوا على ما تبقى من الوطن ، لنحارب وإياكم الفساد المستشري ونعيد الوطن الى ما كان عليه ، دولة المؤسسات لا دولة الإنقسامات ، لا نريد أن تقسمونا لأجزاء ويظن بعضنا أن كل جزءٍ فينا أمة .
أحلامنا صافية ، بسيطة لربما بدائية في الطموحات والتطلعات ، نريد وطنٍ خالٍ من الفساد ، مشبع بالنزاهة والشفافية والعدالة والإنصاف ، أوليست هذه أبسط الطموحات ، الطموحات التي لا تتحقق إلا في وطنٍ خالٍ من الفساد .
أنتم يا سادة أمام خيارين إما وطن خال من الفساد او وطن غارق فيه ،وكلا الخيارين متاح وبجهودٍ بسيطة يمكن تحقيقها اذا توافرت الإرادة الحقيقية في جميع قيادات الدولة وتحولت من تصريحات وخطابات منبرية الى جهود ميدانية لاستئصال الفساد بشكل عام دون إستتثناءات .
الخطوة الأولى في الوصول الى وطن خالٍ من الفساد هو إعترافكم بوجوده بينكم وعدم المكابرة في إنكاره فروائحه لا يمكن حجبها إلا بإرادة قوية وصارمة بعيدة عن المحسوبيات والرغبات الدونية.
جميع الحضارات يا سادة يا كرام كانت نهضتها مرتبطة بخلوها من الفساد وانهيارها بسبب غرقها في الفساد .
تعرفون ونعرف أنه لا مستفيد من الفساد حتى الفاسد نفسه فهو متضرر لأنه يمزق الوطن بمبضع فساده وسيأتي عليه يوماً يفقد نفوذه ويتجّرع من نفس الكأس الذي جرَع به الآخرين .
الفساد يقبع في رأس الهرم أو في جزع الشجرة فإذا تهاوى جذعها تساقطت أغصانها ، وإذا سقط الرأس يموت الجسد وتتساقط ذيوله وهكذا الفساد اذا سقط رأسه تساقطت جميع أعضاؤه .
لا تسرقوا الشعب كي لا تشجعوه على سرقة حكومتكم

لا تسرقوا الشعب كي لا تشجعوه على سرقة حكومتكم ،ساندوه ،خذوا بيده ، أعطوه الحياة الكريمة الخالية من التلوث ، أعطوه التعليم السوي والمدرسة الرسمية السوية "أوليس بالتربية تبنى الأوطان " سارعوا في تأمين البنى التحتية السليمة وبعضاً من مقومات الحياة الإقتصادية ، إمنعوا هجرة الشباب والأدمغة واغرسوا المواطن بأرضه فوطنه أحق به ،إعملوا على رفع مستوى الوعي المجتمعي ، لا تتركوا المواطنين مقسمين الى مجموعات من الهمج الرعاع الذين كيما دار رغيف الخبز حولة يدورون .
أوليس بالتربية تبنى الأوطان

رفقاً بلقمة العيش فهي أبسط مقومات الحياة ، خافوا من المواطن الجائع ايها السلاطين الجائرة.
رفقاً بالمؤسسة العسكرية وصوت أرملة لن يجف نحيبها على شهيدها بعد.
رفقاً بالجامعة اللبنانية وطلابها من التشرد ، رفقاً بالمدرسة الرسمية ، رفقاً بالتربية والتعليم، رفقاً بالمستشفايات الحكومية ...رفقاً بالمواطن ورفقاً بالوطن .
إنقذوا ما تبقى من حقوقٍ للمواطن كي تنقذوا ما تبقى من الوطن ،فالمواطن في الشارع وصفارات الإنذار تجوب المدن والبلدات وأنتم تديرون أذانكم الصماء ، تضعون فيها فتيلاً من اسمنت، مهمات الحواس لديكم تعطلت ولم يبقى منها إلا أفواهٍ مفتوحة لتلتهم ما تبقى من خيرات الحبيب، وطن الآهات والويلات والأزمات والإرهاصات ، الوطن الذي قطعتوه وفصلتوه على مقاساتكم ومقاسات الدول التي لها توالون ، وكأن لا وطن لكم كي له تنتمون وتوالون وعليه وعلى ناسه تخافون .

نضال شهاب

Back to Top