Friday, Mar 29th, 2024 - 15:09:05

Article

Primary tabs

الطّعام المهدور في البلاد العربية يتضاعف.. و"البوفيه" سبب المشكلة!

كشفت دراسة أجرتها وحدة "Economist Intelligence" عام 2016، عن حجم الطعام "المهول" الذي تهدره الدول العربية، فقد أظهرت أن نصيب الفرد من النفايات في السعودية مثلاً يبلغ 427 كلغ سنوياً، أي 3 أضعاف المتوسط في أوروبا وأميركا الشمالية.

المشكلة تصبح أسوأ خلال شهر رمضان
حيث تتضاعف نفايات الطعام في مختلف الدول بشكل مرعب، فمثلاً في الإمارات، يزداد نصيب الفرد من نفايات الطعام في الإمارات خلال شهر رمضان الكريم بمقدار 1.8 كلغ إضافية، أي بزيادة 67%، بحسب مجلة "The Economist" البريطانية.

وفي البحرين تزداد أيضاً نفايات الطعام في رمضان، وتصل إلى 600 طن يومياً، أي تزداد بمقدار النصف.

من المسؤول عن ذلك؟
قد يعزو البعض ذلك إلى عادات الكرم والضيافة، والحالة النفسية التي يعيشها الصائم قبل الإفطار ما يهيّئ له أنه سيأكل كثيراً، لكن هناك أسباباً أخرى تقف خلف هذه المعضلة.

التأخر في وصول الفاكهة والخضراوات في بعض الدول: في مصر مثلاً نصف الفاكهة والخضراوات لا تصل أبداً صالحة للأكل لأنها تنقل إلى الأسواق في شاحنات مكشوفة وتذبل سريعاً نتيجة الحرارة.

نظام "البوفيه": يعتبر هذا النظام هو المسؤول الرئيسي عن إهدار الطعام، خاصة في دول الخليج، حيث تظلّ الفنادق والمطاعم تقدم الطعام طوال فترة الليل.

أرقام مرعبة لنظام "البوفيه"
لا يتناول الناس أكثر من 53% من الأطعمة المقدمة في "بوفيه" الإفطار، ويذهب الباقي للنفايات بحسب دراسة أجراها الباحثون بشركة "مصدر"، شركة الطاقة المتجددة المملوكة للدولة في أبو ظبي.

ما خطورة ذلك؟
ترى بعض الحكومات أن ذلك يمثّل تهديداً للأمن القومي، حيث تعتمد المنطقة على الاستيراد لتغطية احتياجاتها من الغذاء، لذلك قامت الحكومة في الإمارات بتوجيه مواطنيها إلى ترشيد الاستهلاك وعدم التبذير، والتحول من البوفيهات الضخمة إلى الخيارات الانتقائية.

إجراءات تساعد في معالجة الأزمة لكن لن تحلها
بدأت بعض الشركات الخليجية بإعطاء هذا الأمر أهمية، مثل شركة «وهب» القطرية الناشئة، التي ترسل المتطوعين لجمع بقايا الأطعمة من الفنادق والمطاعم من أجل مشروعها للاستدامة الغذائية.
وفي دبي، لجأت بعض فنادق إلى تركيب كاميرات وموازين لتتبع الأطعمة التي تصل إلى سلة النفايات.

يستخدم الطهاة تلك البيانات لتقليل كمية الأطعمة التي لا تحظى بشعبية أكبر.

ويزعم أحد فنادق "هيلتون" أن هذا النظام قلل نفايات الأطعمة بمقدار 70%.

في مصر تم إنشاء بنك الطعام المصري، يقوم بتوفير الطعام لحوالي 1.8 مليون أسرة خلال رمضان. بعضه يأتي من بقايا الأطعمة في الفنادق. حيث يضطر الفندق للتخلص من الأطعمة التي لم يتناولها العملاء لأسباب تتعلق بصحة المنشأة.

حلول مقترحة للقضاء على المشكلة
تلجأ بعض المطاعم والفنادق للتخلص من "البوفيه" بالكامل، وتلجأ للترويج لقوائم الطعام "ثابتة السعر" من أجل الإفطار بدون هدر للطعام.
لهذا الخيار فوائد مادية كبيرة، حيث تعد هذه الوجبات "ثابتة السعر" أرخص ثمناً، فقد تصل تكلفة الفرد للبوفيه الفاخر في أحد فنادق دبي 200 درهم (حوالي 54 دولاراً)، بينما القوائم الثابتة بنصف ذلك السعر تقريباً.

وإن كان ولا بد من نظام البوفيه، فإنّ الحل في التعامل معه يكمن في جعل الأطباق التي تكون متوفرة للزبائن صغيرة، ما يجعل خيار ملء الأطباق صعباً، وبالتالي الاستهلاك أقل، والطعام المهدور أقل.

المصدر: عربي بوست

Back to Top