Thursday, Mar 28th, 2024 - 11:08:47

Article

Primary tabs

خاص برايفت ماغازين - رئيس بلديّة تليل شربل عبود: لتوسيع صلاحيات البلديات ورفع موازناتها

لدينا تصور لمشاريع تنموية عديدة ... لكن المشكلة تكمن في التمويل

هي واحة سلام خضراء وسط أحراج عكار الجميلة ... هي بلدة لبنانيّة أصيلة أبت إلّا أن تحافظ على تراث الأجداد من خلال بيوتها القرميدية الحمراء وأحيائها الضيّقة وكنائسها القديمة وأشجار الزيتون المعمرّة التي تزيّن بساتينها. هي تليل، البلدة النموذجية التي تحاكي روح الضيعة اللبنانية والتي تواكب أيضاً التطوّرات وفق مقتضيات العصر الحديت حتى تكون نموذجاً يحتذى به للقرى الصغيرة النائية.
ولهذه البلدة المميّزة، مجلسٌ بلديٌ مميّزٌ أيضاً يتولى إدارته شابٌ مخضرمٌ وطموحٌ، قرّر تكريس خبرته وطاقته ومجهوده وكامل وقته لخدمة البلدة الأحب على قلبه، فالريّس شربل عبود حاضر دائماً وأبداً لمتابعة كافة المشاريع الإنمائية، من ألفها إلى يائها، للنهوض بالبلدة وجعلها لؤلؤة عكار المضيئة. أسرة مجلتنا جالت في تليل والتقت الريّس شربل عبود الذي حدثنا عن تصوّره الإنمائي الخاص بالبلدة بالإضافة إلى مختلف الأنشطة التي تحرص البلديّة على تنفيذها لتعزيز التواصل الإجتماعي بين الناس وتفعيل الحركة الإقتصادية في البلدة. وفي ما يلي أبرز ما دار في اللقاء.

- في البداية ريس هل لكم أن تعرّفوا القرّاء على هذه البلدة الجميلة؟
تليل هي فعلاً بلدة مميّزة بحكم موقعها الجغرافي بين حلبا والقبيّات وسط أحراج خضراء تعتبر من أجمل أحراج لبنان، الأمر الذي جعل منها بلدة منفتحة على الجميع. إشتهرت البلدة كغالبية البلدات العكاريّة بالزراعة، ومع تقدّم السنوات إنخرط أهل تليل في الأعمال الصناعية والتجارية بالإضافة طبعاً إلى الحركة الزراعية التي لا تزال ناشطة فيها لا سيّما من خلال زراعة اللوز، الزيتون، العنب والأفوكا مؤخراً رغم مساحة البلدة الصغيرة نسبيّاً. وتجدر الإشارة إلى أن تليل هي البلدة المسيحية الوحيدة التي لم تعرف هجرة طويلة الأمد، فقد حصلت هجرة مؤقتة خلال سبعينات القرن الماضي بفعل أحداث الحرب لكن أهلها سرعان ما عادوا إليها نظراً لتعلقهم الشديد بها. واليوم يبلغ عدد سكان البلدة نحو 1400 نسمة يقطنون في البلدة صيفاً شتاءً، وهذا في الحقيقة أمرٌ ملفتٌ جداً..

- ما هي أبرز عائلات البلدة؟
توجد في تليل عائلات عبود، منصور، صعب، جلول، أسعد، زخور، حنّا وغيرها من العائلات الكريمة

- كيف كانت أجواء أعياد الميلاد ورأس السنة في بلدتكم؟
للحقيقة شهد العام 2016 أوّل إنطلاقة لزينة الميلاد على صعيد منطقة عكار، وهذه الإنطلاقة كانت من تليل، البعض يعتبر الإهتمام بهذه الأمور بمثابة مصاريف ثانوية يمكن الإستغناء عنها، إنما نحن نعير هذا الشقّ إهتماماً بالغاً لأنه يتعلقّ بالناس كباراً وصغاراً. في هذه السنة رُفعت في البلدة شجرة عملاقة بإرتفاع 23 متراً وقد عمل شبّان البلدة على تزيينها، وقد ترافق ذلك مع نشاطات ميلادية مختلفة تخللها حفلات وأنشطة خاصة بالأطفال في القرية الميلاديّة المخصصة للعيد. وللذكر أيضاً تقوم البلدية بشكل مستمر بأنشطة عديدة منها رياضية وغيرها كمخيمات صيفية خاصة للأطفال.

- كيف تقيمون البلدة من الناحية الإنمائية؟
في الحقيقة تملك البلديّة تصورّاً لمشاريع تنموية عديدة إنما المشكلة تكمن في التمويل، فنحن لدينا مشروع يتعلّق بتأهيل طرقات وبناء جدران، وآخر يتعلّق بإقامة قنوات ريّ ومجاري صرف صحّي بالإضافة إلى مشاريع إنارة وغيرها من المشاريع الحيوية التي تحتاجها البلدة، علماً بأن تليل تعتبر متقدّمة على غيرها من البلدات العكاريّة من الناحية الإنمائية بحكم موقعها الجغرافي.

- ماذا عن العائدات والجباية؟
هنا حدث ولا حرج... فنحن لم نحصل على عائداتنا كما أن الجباية تبقى محدودة لأنها كثقافة غير موجودة عند الناس. لذلك نحن نرى بأنه من الضروري جدّاً أن يُصار إلى توزيع العائدات البلديّة من الخلوي إلى البلديات مباشرةّ لتسهيل عمل هذه الأخيرة والخروج من الروتين الإداري القاتل.

- هل تطالبون إذن باعتماد نظام اللارمزية الإدارية؟
إنّ اللامركزيّة الإدارية تبقى حلماً بالنسبة لنا، فنحن ندعو ونشدد على أهميّة توسيع صلاحيات البلديّات ورفع موازناتها حتى تقوم بالمشاريع الإنمائية وتحدث نهضة تنموية شاملة.

- هل من مشاكل مع وزارة الوصاية أو أي وزارة اخرى؟
بالمبدأ لا توجد مشاكل مع وزارة الداخلية ولا يوجد تأخير في إنجاز المعاملات، إنما المشكلة الأساسيّة تكمن في وزارة الماليّة لناحية صرف العائدات.

- ماذا عن العلاقة بينكم وبين أهل البلدة وكيف يتمّ التواصل؟
يوجد موقع رسمي خاص ببلديتنا وبإمكان الناس الإستفادة منه عند إنجاز أي معاملة إن من خلال التحقق من الأوراق المطلوبة أو حتى من خلال تقديم الطلبات إلكترونياً بهدف تسهيل حياة المواطنين، كما يوجد صفحات للبلدية على مواقع التواصل الإجتماعي تخوّلهم مواكبة كل التطورات والمشاريع التي تحدث في تليل.

- ماذا عن المجلس البلدي وكيف هي الأجواء داخله؟
مجلس تليل البلدي يتألف من 9 أعضاء، للأسف ليس لدينا موظفين لأنه في الفترة الماضية لم يتمّ العمل على إنشاء نظام ملاك لهؤلاء، ونحن اليوم بصدد حلحلة هذا الموضوع.

- ما الذي أتى بكم إلى الشأن العام، وهل هذه تجربتكم الأولى في هذا المجال؟
أنا بطبيعتي أحب الإنخراط في النشاطات العامة، فقد إنضممت في صغري إلى الكشّاف وكنت أشارك بكافة النشاطات الإجتماعية والرياضية، وأنا أرى بأن من يهتمّ ببلدته يجب عليه أن يقدم لها من مجهوده وتعبه كعربون حبّ لها، من هنا فإن مجال الشأن العام هو الطريق لتقديم ما لدينا من خبرات وطاقات في سبيل إنماء بلدتنا.

- كيف كان وقع مشكلة النزوح عليكم؟
في الحقيقة شكل النزوح السوري مشكلة حقيقية بالنسبة إلينا، ذلك أن عددهم يقارب الـ 1200 نسمة وهو رقم ضخم له تأثير كبيرعلى البنى التحتية كافة لما يمثّل من ثقل كبير على الشبكات، للأسف يصعب علينا ضبط هذا الموضوع لأسباب عديدة لكن لا بدّ من التأكيد على أن وجودهم يشكل معضلة كبيرة على مستوى الدولة اللبنانية وليس فقط على مستوى البلديّات.

- كيف تعاطيتم مع أزمة النفايات؟
لقد إستطعنا بالتعاون مع الإتحاد ومؤسسة رينة معوض، من تأمين آلية جديدة للنفايات ونحن اليوم بصدد توزيع حاويات على المحلات في خطوة أولى من أجل الفرز، إنّما لا بدّ من التأكيد بأن التكلفة باهظة خصوصاً بوجود النازحين.

- كلمة أخيرة...
نحن نشكركم على هذا اللقاء المميّز، ونشكركم على إلقاء الضوء على بلدتنا الصغيرة فمن خلالكم نستطيع إيصال صوتنا إلى حيث يجب، على أمل أن تكون هذه السنة أفضل من سابقاتها على كافة المستويات والأصعدة، كما أشكر كل الأصدقاء وأبناء بلدتي على دعمهم الدائم لي في سبيل تطوير بلدتنا.

Back to Top